رأى

كابوس نوتردام.. صدفة..أم حربة فى رأس “ماكرون؟!

استمع

د. حذامى محجوب

كاتدرائية نوتردام في باريس التي تعني عند النصارى كاتدرائية سيدتنا مريم العذراء هي أشهر رموز العاصمة الفرنسية وهي معلم تاريخي شاهق يقع في الجانب الشرقي من جزيرة المدينة « la cité » على نهر السين ،أي في قلب باريس التاريخي وهي تشكل تحفة الفن والعمارة القوطية.

وهي تمنح لمن يزورها رؤية بانورامية لمدينة باريس فضلا عن جمال رسومها ومعمارها وارتفاع أعمدتها الضخمة باتجاه السماء ، وقد بدأ تشييدها في القرون الوسطى مع موريس دي سيلي أسقف باريس الذي أراد أن يبني كاتدرائية لمريم العذراء التي يسميها المسيحيون نوتردام أي ” سيدتنا” في سنة 1163، وقد استغرق بناءها قرنان من 1163 الى1345 ، ورغم تعاقب المعماريين على بناءها فقد حافظت على وحدة أسلوب تصميمها . وقد لحقتها أضرار بالغة أثناء الثورة الفرنسية الا أنه وقع ترميمها بنجاح من عام 1844 الى عام 1864 على يد المهندس المعماري فيولي لو دوك.

انها رمز للثقافة الفرنسية ولتاريخ فرنسا ورغم أنها ليست أكبر الكنائس في فرنسا الا أنها الأكثر رمزية في التاريخ السياسي والديني لفرنسا. ومن أبرز الأحداث التي شهدتها الكاتدرائية الشهيرة، تتويج هنري السادس ملك إنجلترا ملكا لفرنسا في 1431، وحفل تتويج نابليون بونابرت مع البابا بيوس السابع عام 1804.

وقد زادت شهرة الكاتدرائيةبعد ذكرها كمكان رئيسي للأحداث في رواية «  أحدب نوتنردام” الشهيرة لفيكتور هوغو في عام 1831.وقال فيكتور هوغو عن واجهتها ” انها أجمل صفحات كتابه” كما يقع قيس مسافة الطرقات في فرنسا انطلاقا من النقطة0 الموجودة في فناء الكنيسة.

لاشك أن احتراق جزء من الكاتدرائية مساء يوم 15 أفريل 2019 لهو ضربة موجعة لفرنسا ولكل التراث المسيحي الأوروبي ، انها نصب تاريخي ومعلم حضاري وشاهد لافت على تاريخ ديني وثقافي طويل لفرنسا ، ويعد اليوم أكثر الأماكن التاريخية زيارة في فرنسا حيث يستقبل كل عام بين 12 و 14 مليون سائح.

فكيف يحترق؟ خاصة وأن هذا الحريق قد اندلع في أول يوم من احتفالات الأسبوع المقدس الذي ينتهي بعيد الفصح وهو أهم عيد مسيحي تعقد فيه قداس المسيحية التي تجمع كل القديسين والأساقفة الذي كان من المفروض أن تقع هذا الاربعاء 17أفريل 2019 في كاتدرائية باريس وتعتبر لحظة تاريخية هامة بالنسبة لوحدة الكنيسة.

هل أن هذا الاحتراق هو محض صدفة أو خطأ أو تقصير ؟ أم أنه حربة فى رأس الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى