رأى

النووي الإيراني فطنة امام وحجة تمام…!

استمع

محمد صادق الحسيني28qpt697

 

يثبت الرجل الاول في ايران من جديد انه اللاعب الاكثر فطنة والاشد حنكة ليس في امساكه بخطوط لعبة بلاده الداخلية فحسب ، بل و اللاعب القادر على تشتيت خطوط ذهن الخصم وارباك مخططاته وتغيير قواعد الاشتباك معه على المستوى الدولي ايضا…!

فبينما كان العدو اللدود واللاعب الاهم في مجموعة الخمسة زائد واحد اي الامريكي يستعد لنقل المعركة الاخطر في تاريخ الصراع الامريكي الايراني إلى الداخل الايراني ليقسمه بين متحمس لاتفاق نووي يعتبره حاجة ماسة لاستمرار ولايته العتيدة والاستعداد لربح تجديدها وبين ناقد متحمس للاطاحة باتفاق قد يكون الاكثر تحديا للدولة الوطنية الايرانية بسبب ديبلوماسية « اي اتفاق افضل من لا اتفاق«…!

اقدم صاحب مقولة « الديبلوماسية البطولية « على حركة غير متوقعة في لعبة الشطرنج الايرانية ، فاذا به يرمي بكل ثقله وخلافا للمتوقع خلف الجناح التكنوقراطي في الدولة واصفا اياه بالامين والشجاع والمتدين والغيور… فيما اخذ على بعض الناقدين للفريق المفاوض بانهم اشبه بممتهني «الترف النقدي «…!

هذه الحركة الجسورة لكنها المحسوبة بدقة متناهية هي التي ستنقل عمليا المواجهة الديبلوماسية بين طهران وواشنطن من حالة الدفاع إلى الهجوم والتي من شأنها ان ترمي بالكرة في الملعب الغربي ومتى ، في الدقيقة التسعين ، وهي اللحظة التي لطالما خبرها الايرانيون بالتمام والكمال…!

بمعنى آخر بينما كان الامريكي يسعى كل جهده ان يحاصر المفاوض الايراني الطامح بتحقيق اي توافق لحكومة روحاني باكبر حجم من الضغط الداخلي ليستفرد به فارضا عليه اقسى الشروط لفرض اي اتفاق حتى لوكان سيئا ، او الرمي باللائمة على ايران فيما لو رفض المفاوض التكنوقراط تلك الشروط….!

فاذا بالمتعهد او الراعي الاول في المسرح الايراني والامهر تاريخيا في لعبة المصارعة الحرة كما هو معروف عن الايراني «يظهر خارج الحلبة ليعلن للجمهور « بانه لن يستبدل لاعبيه وانهم هم انفسهم من سيحسم السباق بالضربة القاضية….!

وهنا عليكم ان تتذكروا كيف وصف الامام السيد علي خامنئي مقولته الشهيرة « الديبلوماسية البطولية « بانها ليست من اجل اقناع عدو لا يهزم بالاقناع بل « بطرحه ارضا في ملعب الصراع « كما ورد في لقاء مفصل له مع كادرات الخارجية الايرانية…

بعبارة اخرى فقد تمكن الراعي الاول هنا من دفع اصطفاف اراده وخطط له الخصم او العدو طويلا ليحصل في ملعب الداخل الايراني إلى اصطفاف بين الكل الايراني والكل الخارجي الغربي…!

لكنه في الوقت نفسه وضع شروطه او بالاحرى قواعد اللعبة كما يجب ان تكون :

1- نحن لا ثقة لنا بتاريخ عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة والذيلية اصلا لقوى الغرب وبالتالي فان معاييرها لن تكون هي المعايير التي تحدد التزاماتنا وحاجاتنا…

2- نحن لن نقبل باي شكل من الاشكال اي وقف او تجميد لعمليات التحقيق والبحث العلمي في مؤسساتنا وانشطتنا النووية اثناء ما يسمونه باختبار النوايا…!

3- نحن لن نقبل اقل من الغاء كل العقوبات المالية والمصرفية والاقتصادية الاحادية والاتحادية الامريكية والاوروبية وتلك الصادرة عن مجلس الامن الدولي جملة وتفصيلا فور توقيع الاتفاق – بالمناسبة وليس تزامنا مع تنفيذ الاتفاق كما يروج او يتمنى البعض.

4- نحن لن نقبل مطلقا وباي صيغة كانت اي اجراء او خطوة طلب الدخول او تفتيش الاماكن غير المتعلقة بالنشاط النووي سيما العسكرية والدفاعية والامنية منها ، وكذلك اي شكل من اشكال استجواب علمائنا النوويين…

وبذلك يكون الراعي الاول للديبلوماسية الذرية ورجل الدولة الوطنية الايرانية الاول وقائد الثورة الاسلامية والقائد العام للقوات المسلحة قد تمكن عمليا بخطوة فطنة واحدة ان ينقل الملعب والجمهور و الحكام والمتفرجين من كل الدوائر إلى حيث يجب ان يكون المشهد الحقيقي كما سبق واكد اكثر من مرة وفي اكثر من خطاب : في هذه الاثناء فقد وحد الجناحين التكنوقراطي والاصولي خلف ارادة «الدولة الوطنية الايرانية، مانحا في الوقت نفسه الفريق الذري المفاوض شجاعة الدفاع المحكم عن الثوابت الوطنية الايرانية وبلورة توافق كريم وعزيز تذعن له واشنطن وعواصم القرار الغربي ، كما شجاعة رفض اية ضغوط او محاولة فرض اي نوع من انواع الالتزامات ، متسلحا في الحالتين باجماع داخلي قل نظيره في تاريخ الصراع الايراني الامريكي….!

وجعل واشنطن عمليا هي الخاسرة والمذعنة لارادة الايرانيين في الحالتين ، فيما سيكون حال الايراني كالمنشار الامر دائما لقائده وراعي ثورته وديبلوماسيته معا ، اي الرابح في الحالتين…! وليس معادلة : ربح – ربح.. كما حاول البعض الترويج…!

وهذا هو معنى : التفاوض والحوار بديبلوماسية بطولية ومن اجل اتمام الحجة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى