رأىسلايدر

الطريق إلى البداية..

استمع

بقلم: محمد محسوب السنباطي

كلما مرت بنا الأيام وتقدم بنا العمر، تجبرنا الحياة أن نتوقف للحظات متسائلين هل: أصبحنا أكثر سلاما وامتنانا للحياة؟ هل تعلمنا منها كيف نقيم الأشياء ونقدرها وننزلها في مواضعها الصحيحة؟ هل أهدرنا العمر في مطاردة ما لا قيمة له؟

البعض منا سيشعر أنه قد أضاع الكثير من الوقت فيسيطر عليه الغضب لاعتقاده أن ما أهدره من وقت قد ذهب سدى، ويبدأ الندم في محاصرته ومنعه من إكمال ما بدأه، ومن ثم يقرر التمرد على حياته، وإنكار كل الخبرات التي اكتسبها من تجاربه الخاصة سواء كانت سلبية أم إيجابية غير مكترث لمعني الحياة الحقيقي.

إن أعظم ما نتعلمه من الحياة هي أننا نملك القدرة دائما على البدء مجددا، أننا يمكننا الاستفادة من كل الفرص المتاحة أمامنا، أننا قادرون على خوض التجربة تلو الأخري واثراء شخصيتنا آملين أن نصنع حياة متكاملة تعيننا على مواجهة تلك التحديات التي كثيرا ما ترغمنا على تقبل بعض المواقف التي تتعارض كليا مع ما خططنا له، وحلمنا به فقط من أجل أن نبقى متواجدين في قلب الحدث بعيدين عن دائرة التهميش.

نلجأ إلى ذلك (تقبل تلك المواقف) لنتحسس الملامح المبدئية للطريق الذي نريد أن نسلكه، والذي قد يتطلب منا في كثير من الأحيان أن نبقى متيقظين لأي مطب من شأنه أن يحبطنا ويقضي على تلك المتعة الاستثنائية التي تولدها التجربة داخلنا فنحن ورغم كل الظروف الطارئة التي تباغتنا وتحاول دفعنا للخلف نظل متعطشين لخوض تجارب جديدة قادرة على أن تمدنا بشتى الأسلحة التي تنقصنا لإبراز ما نمتلكه من قدرات الأجدر بها أن تُستغل حتى نستحق فعلياً أن ننال شرف المحاولة.

لذلك كان لزاما علينا أن نبحث دائما عن كل ما يحفزنا لتشكيل تلك الحياة الجديدة التي تختلف كليا عما عشناه في السابق، حياة تزخر بالتجارب الناجحة والتجارب الفاشلة التي ورغم أنها لم تضف شيئا إلى رصيدنا، إلا أننا نعرف جيدا كيف نستغلها لنبدأ من جديد، خاصة عندما نكون قادرين على الاعتراف بفشلنا في قراءة النتائج السلبية المترتبة عليها، والتي تجعلنا نخسر الكثير دون أن نلقي بالا للجانب الإيجابي فيها والذي يتمثل في ضرورة أن نعيد النظر في جميع السلبيات المطروحة أمامنا للبحث عن النجاح الذي يحتاج منا أن نصحح مسار خطواتنا المقبلة حتى نستطيع تفادي كل أخطاء الماضي والعوائق التي تظهر في طريقنا لصناعة النجاح.

الواضح بالنسبة لى: أن تخوفنا من الفشل وحتى عجزنا عن التعايش مع تلك الفكرة، يجعلنا أكثر تحفظا لدرجة أننا قد نمتنع عن خوض أي تجربة ما لم تكن مضمونة وبعيده عن مشاعر الخوف والندم واليأس التي تكبلنا ربما لأننا نعتقد أنه من الأفضل لنا أن نسير على خط مستقيم، فنحاول ليس فقط الابتعاد قدر المستطاع عن أي مفاجآت أو متغيرات من الممكن أن تطرأ على حياتنا الهدف منها تغيير مخططاتنا المستقبلية بل وربما أيضاً إفشالها للاكتفاء بما هو كائن لدينا.

سيكون هناك دائماً فترات صعود وهبوط في الحياة، ولكن في نهاية المطاف، هذا ما يجعل كل واحد منا على ما هو عليه، وهذا هو السبب في أننا علينا أن نتعلم أن نقابل ما يصيبنا من نجاحات أو اخفاقات بامتنان؛ لأن كل شيء في الحياة يحدث لسبب، تذكر: يمكنك أن تكون ساخطاً على ما يحدث لك أو ممتنا له، إلا أنك عندما تختار الرضا تفتح لك الحياة أبوابا لتجارب مدهشة قد تتذكرها للأبد وعندها نبدأ في الشعور بالسلام الذي ينبع من قرارة أنفسنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى