رئيس التحريرسلايدر

سفير إيران لموقع الدبلوماسى: مصر وإيران ثِقل إقليمى ودولى كبير.. الرئيس جمال عبدالناصر قطع العلاقات مع إيران 1959 لإعتراف الشاه بإسرائيل! .. الشاه محمد رضا بهلوى هو من أقنع الرئيس السادات بالتوقيع على كامب ديفيد رغم تردد السادات!.. مليون إيرانى يتطلع لزيارة مصر سنوياً.. وداعاً الإمبراطورية العثمانية والإمبريالية الفارسية ووحدة المسلمين أولويتنا

استمع

أشرف أبو عريف

إيماناً بدور الإعلام فى تقريب وجهات النظر بين الآخر والآخر وبالتالى سد الفجوات وعليه تعزيز العلاقات الثنائية، كان من اللازم قيام موقع “الدبلوماسى” بنسختيه العربية والإنجليزية بإجراء حوار صحفى مع سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية خصوصاً بعد الإنجاز الدبلوماسى الكبير بعودة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة العربية السعودية مؤخراً برعاية صينية ودور عُمانى وعراقى بنوايا حسنة. وعليه لاقى هذا النجاح رودود فعل سارة جدآ فى العالمين الإسلامي والعربى خاصة الشعبين الإيرانى والسعودي. وكم تتطلع الشعوب الإسلامية والعربية أن تحذو سائر العرب والمسلمين حذو مملكة الحرمين الشريفين رفضاً وتحدياً للعقوبات الظالمة ضد الإراة الحديدية الإيرانية طوال 44 عام خلالها أصبحت وأمست إيران الصانع الرئيس فى حركة الكرة الأرضية بلا مبالغة.

وبموافقة سعادة السفير محمد حسين سلطانى مشكوراً، لا أقول رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية لدى جمهورية مصر العربية، بل سفير إيران  لدى القاهرة على سبيل آمال الشعبين المصرى والإيرانى بزعامة نظامين جديرين بالقدرة على حُسن التصرف وتحمُل المسؤلية باتخاذ قرار جرئ عما قريب بعودة العلاقات البينية مكتملة الأركان لنُصرة الإسلام وعزة المسلمين من منطلق الروابط التاريخية المتجذرة بين مصر وإيران..

* على أية حال سارعت مصر على الفور بتهنئة  إلبلدين بالتصالح التاريخى  لتعزيز حل قضايا الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية وأن مصر ستأخذ الأمر بإهتمام بالغ..التعليق؟

إن أحد إنجازات وبنود الثورة الإسلامية الإيرانية هو وحدة العالم الإسلامي والدليل أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تستغل موقف غزو العراق للكويت، سواء بالثأر من العراق أو التحالف معه ضد الكويت برغم الحرب المفروضة من العراق ضد إيران طيلة 8 سنوات وموقف الخليج منها.

إن الدول العربية تتمتع بموارد طبيعية هائلة وعلى رأسها النفط. فإيران والسعودية وقطر يمتلكون ثُلثين المخزون الاستراتيجي من النفط عالمياً. وهذا يمكِّن الدول الإسلامية من استقلالها وإرغام دول الإستكبار على احترامها بحكم حاجتها الملحة للطاقة النفطية.

* لهذه القدرات الاقتصادية الهائلة، أما آنَ الآوان استبدال مسمى جامعة الدول العربية بجامعة الدول الإسلامية وعليه تخصيص مقعد دائم فى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وعُملة مالية واحدة وعالم إسلامى بلا حدود..إلخ؟

بالتأكيد.. بهذه الطاقات الهائلة نستطيع فعل ذلك وبالتالى اجتثاث الغدة السرطانية المسماه بإسرائيل مصدر زعزعة استقرار المنطقة.. وهذا ما فعلته إيران مع أمريكا وإجبارها على الخروج من المنطقة مهزومة فى أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان واليمن. من هنا جاءت قناعة المملكة العربية السعودية باستئناف العلاقات مع إيران وقريباً إن شاء الله مع جمهورية مصر العربية كحصاد للقمة الصينية-السعودية والأخرى الصينية-العربية نوفمبر 2022. وهذا ، بلا شك ضربة قوية لإسرائيل كما جاء على لسان مصر.

* لا شك أن إيران قد أضحت قوة عُظمى لقدرتها على كسر حصار 44 سنة ولا زال سياساً وعسكرياً واقتصادياً وثقافياً وإعادة الفيتو الروسى للواجهة الدولية ودعم المقاومة الفلسطينية 2012/2018/2016/2012 واللبنانية2006 ضد العدو الصهيونى وهزيمته فى كل مرة.. لهذه الأسباب رفضت الدول العربية المطبعة قريباً مع الكيان الصهيونى منذ 3سنوات (الإمارات/البحرين/السودان/المغرب) زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، المشرف على التطبيع مع هذه الدول وقتها.. 

هذه حقيقة لأن الدول العربية باتت تدرك دسائس إسرائيل لزعزعة أمن المنطقة باستثناء أمنها وحده، إلا أن إيران استطاعت أن تبدد نظرية “الجيش الذى لا يقهر” وهذا ماحدث فى لبنان 2006، فضلاً عن النوايا البريئة لإيران تجاه جيرانها والدول الإسلامية.

* طالب بيان مجلس وزراء الخارجية العرب 159 الختامى كلا من إيران وتركيا بعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للغير.. ما تعليقكم؟

مراراً قلنا وفعلنا على الأرض منذ الحرب العراقية المفروضة على إيران أن السياسة الإيرانية تحترم شؤون الغير عموماً والعرب والمسلمين خصوصاً كما أشرت سابقاً والجامعة العربية والجميع يعلم ذلك وأن الشغل الشاغل لإيران هو كبح مؤامرات الأمريكان وتوابعها وخاصة إسرائيل.

* ثمة تخوف من القمة الصينية-السعودية والأخرى الصينية-العربية الماضية..؟

العلاقات الإيرانية-الصينية تاريخية وطريق الحرير أحد الشواهد.. وعلى الصين أن تعتبر من هزائم أمريكا فى أفغانستان والعراق فنحن لا نريد أن نستبدل طامع بطامع فى المنطقة كأمريكا ولكن صديق يحترم ملكية الغير والتدخل فى الشؤون الداخلية للغير خط أحمر.

* يتردد أن إيران تسعى لإنشاء قناة ملاحية عبر بوابة اللاذقية طبقا لتقارير أمريكية غربية..؟

لا صحة لهذا الكلام على الإطلاق، على الأقل حالياً، فنحن نواجه حرباً بالوكالة محاولين دس الفتنة عبر أذربيجان وتركيا ومصر ضد إيران على سبيل المثل انجليزي: فرِّق تسدْ. ولدينا من الشرايين الملاحية مايكفى مثل مضيق هرمز ومضيق باب المندب وليس لدينا مشكلة على الإطلاق مع مصر فى هذا الصدد.

* هل تراجعت العلاقات الإيرانية مع كل من تركيا وأذربيجان على نقيض حكومة د. روحانى؟

نحن مجتمع متعدد الأعراق وننعم بحياة مستقرة جميعاً وحريصون على حُسن العلاقة مع الجميع خصوصاً دول الجوار، فأذربيجان كانت ضمن الحدود الإيرانية قبل 100عام تقريباً وكذلك مدينة حارات الأفغانية وبعض مدن طاجكستان وتركمانستان تم فصلها عن إيران بفعل حرب إيران مع الإتحاد السوفيتي. والآن قضيتنا ليست الحدود وإنما عالم إسلامى بلا حدود طبقا لثقافتنا المشتركة. ونحن ضد فكرة العرقيات كما فعلت تركيا وكونت مجلس الدول الناطقة باللغة التركية وكان هناك اجتماع مؤخراً فى تركيا وهذا أحد ألوان الدول الإستعمارية. ولم يعد مفهوم الإمبراطورية العثمانية والإمبريالية الفارسية قائم لدى الإيرانيين بل وحدة إسلامية مترابطة ولسنا لدينا أطماع فى دول الجوار أو دول المنطقة. وأن المرشد على خامنئ ترجع جذوره لتركيا. ولآية الله على خامنئي جملة تاريخية قالها للرئيس فلاديمير بوتين لو أنكم بدأتم المقاومة الحالية ضد أمريكا فى حينه، لما تفكك الإتحاد السوفيتي  وهذا الذى يخيف أمريكا والغرب حالياً.

* إيران أول من تحدت أمريكا بعدم التعامل بالدولار فى علاقاتها مع الغير وسلكت ذلك دول مؤخراً كروسيا ومصر والسعودية.. إلخ.. أما آنَ الآوان للعالم الإسلامى أن يستبدل عملاته بعملة موحدة لإمتلاكه قدرات إقتصادية هائلة وحوالى 2 مليار مسلم؟

نحن لا نتعامل بالدولار على مستوى العالم وروسيا والصين على سبيل المثال بدافع حرص إيران على كسر شوكة أمريكا القطب الأوحد كما يقال وهناك مناقشات عبر منظمات إقتصادية دولية مثل شنجهاى وبركس لحذف الدولار من المعاملات الدولية. وقد سمعت أن مصر انضمت لمنظمة بركس وبالتالى أمريكا قلقة جدا من هذه التطورات.

* وماذا عن اتهامات أمريكا والغرب لإيران بدعم روسيا بطائرات مسيرة بدون طيار؟

كما قلت آنفاً هى حرب بالوكالة ضد إيران، ولدى لقائى السفير الروسي لدى مصر قال لى من الخطأ القول حرب روسيا ضد أوكرانيا بل حرب روسيا ضد أمريكا والغرب.. ومن المعروف أن حلف وارسو كان مضاد لحلف الناتو ولكن بعد انتهاء الحرب الباردة تم الاتفاق على عدم توسع حلف الناتو لحدوده، إلا أن الغرب قد خالف ونقض الإتفاقية بمحاولته ضم أوكرانيا له ومن هنا اندلعت الحرب مع الأخيرة وبدعم كلى من الغرب. لهذا ليس إيران فقط من تدعم الموقف الروسى بل معظم الدول العربية خصوصاً النفطية ما وضع الغرب فى مأزق لحاجته الماسة للنفط الروسى والإيرانى والعربى.

* يتردد أن مباحثات عودة العلاقات الثنائية بين مصر وإيران تجرى على قدم وساق منذ سنوات وربما تُستأنف قبل شهرين..؟

لا شك أن العلاقات بين مصر وإيران تاريخية وكلاهما يتمتعان بثقل كبير إقليمياً ودولياً وهناك الكثير من القواسم المشتركة بين البلدين كالعادات والتقاليد فضلاً عن الدين الإسلامى. إلا أن من يقف وراء قطع العلاقات بين مصر وإيران هو الكيان الصهيونى ومن المعروف أن الرئيس جمال عبدالناصر قطع العلاقات مع إيران عام 1959 لمدة 10سنوات بسبب اعتراف شاه إيران محمد رضا بهلوى بدولة  إسرائيل لإرضاء الغرب. وبعد قيام الثورة الإيرانية 1979، أمر الإمام الخومينى بقطع العلاقات مع مصر بسبب اتفاقية كامب ديفيد برغم تردد الرئيس السادات آنذاك بشأن الإتفاقية إلا أن شاه إيران محمد رضا بهلوى هو من أقنع الرئيس السادات بالتوقيع لصالح الغرب. كما قامت أيضاً الدول العربية بقطع علاقتها مع مصر بسبب كامب ديفيد وتم نقل مقر جامعة الدول العربية إلى تونس حتى 1992.

على أية حال، نحن على علم تام بظروف مصر ونأمل فى ارتقاء العلاقات البينية من رعاية المصالح إلى تبادل البعثات الدبلوماسية مكتملة الأركان بين مصر وإيران قريباً.

* وماذا عن علاقتكم بالأزهر الشريف؟

إن الأزهر الشريف له خصوصية خاصة فى قلب إيران. فعلى مستوى العالم، هناك 3 حوزات علمية تعليمية: الحوزة العلمية في النجف الاشرف، الأزهر الشريف، الحوزة العلمية في قُم. ونحن نقدر ونحترم شيوخ الأزهر الشريف وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب وكم نال تصريحه فى البحرين تقدير الإيرانيين عندما قال: إن يدنا ممدودة للجميع لأجل التعاون فيما بيننا وعلينا أن ننحى الخلافات الفقهية جانباً ونحن ننتظر لقاء فضيلة الشيخ الدكتور الطيب بشدة.

* وماذا عن دور الدراما الإيرانية فى التقارب بين الثقافة المصرية مع نظيرتها الإيرانية كيوسف الصديق والخليفة عمر بن الخطاب على سبيل المثال؟

هناك فتوى على أعلى مستوى بحُرمة سب صحابة الرسول الاعظم محمد بن عبدالله على لسان أئمة إيران وعلى رأسهم الإمام على خامنئى والرئيس هاشمى رافسنجانى من قبل وأن احترامهم واجب ودور الصحابة فى اتساع الدولة الإسلامية ولا ننسى مقولة الخليفة الثانى عمر بن الخطاب: لولا علىّْ لهلك عمر.. وأن الخلافات بدأت تصيب الدولة الإسلامية منذ الخليفة عثمان بن عفان فى شخص أبناء معاوية بن أبي سفيان.

* وماذا عن الأوضاع الاجتماعية بين مصر وإيران كالزواج والسياحة؟

الزواج بين الإيرانيين والمصريين يسير على وجه حميد ومنذ أسبوع شهدنا عُرس مصرى-إيرانى ولا قيود إيرانية على الإطلاق بشأن زيارة المصريين لإيران وبدون تأشيرة أما زيارة الإيرانيين لمصر لا زالت محدودة بالرغم من إمكانية زيارة مليون إيرانى لمصر سنوياً.

* وماذا عن تعدد الزوجات وزواج المصرى بإيرانية والعكس وهل لدى الجالية الإيرانية مدرسة خاصة بهم وأين تصلى صلاة الجمعة؟

طبقا للشريعة الإسلامية، يمكن التعدد أن يصل ل4 زوجات ولا قيود على زواج المصرى بإيرانية والعكس وليس لدينا مدرسة خاصة فى مصر والمدارس الدولية هى البديل. وأصلى صلاة الجمعة فى مصر الجديدة لقرب سكنى وأزور الإمام الحسين مرة كل أسبوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى