سلايدر

أبو الغيط يشيد ب “تحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر ريادة الأعمال والابتكار” بالمنامة

استمع

أشرف أبو عريف

ألقى السيد/ أحمـد أبـو الغيـط الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمة ففـــــــيا المنتدى العالمي للاستثمار في ريادة الأعمال بعاصمة المنامة البحرين والتى جاءت على النحو التالى:

السيدات والسادة،
أود في مستهل كلمتي أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى كل من ساهم في الإعداد لأعمال هذا المنتدى ليخرج بتلك الصورة المشرفة، ونثمن عالياً روح التعاون والتنسيق المستمر بين جميع الجهات، وقناعتنا بأن العمل المشترك هو السبيل الوحيد لإنجاح مثل هذه الفعاليات وتحقيق أهدافها بالصورة المرجوة منها … خاصة في ضوء أهمية المحور الرئيسي الذي تم مناقشة أبعاده خلال أعمال هذا المنتدى، وهو “تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال ريادة الأعمال والابتكار”، بالإضافة إلى المحاور والعناصر الأخرى التي تمت مناقشتها والمتعلقة بالفرص والتحديات المرتبطة بتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في الدول النامية، وكيفية تسخير إمكانات الثورة الصناعية الرابعة في الاقتصاد الرقمي وغيره من المجالات.
السيدات والسادة،
إن مفتاح نجاح برامج التنمية والتحديث الاقتصادي في العالم العربي هو تمكنها من استقطاب المواهب والكفاءات، وتأهيلها ووضعها في المكان الذي تستحقه.. حيث أن الفجوة الرئيسية التي تفصلنا عن اللحاق بركب الدول المتقدمة وتطورات الاقتصاد العالمي تتعلق بالأساس بقوة رأس المال البشري … في وقت صارت فيه المعرفة والابتكار، هما المولد الأكبر للقيمة المضافة العالية في ظل تسارع الظاهرة المسماة بالثورة الصناعية الرابعة بتطبيقاتها المختلفة … إن الاستعداد لمواجهة تبعات هذه الثورة التكنولوجية يتعين أن يحتل صدارة أولوياتنا في المرحلة القادمة، ويتطلب هذا جهداً أكبر في تقليص الفجوة الرقمية مع مناطق العالم الأخرى، إذ لازال أكثر من نصف سكان العالم العربي غير متصلين بالإنترنت … كما لا تزال البنية الأساسية الرقمية غير جاهزة لإطلاق إمكانيات المجتمعات والاستفادة الكاملة من طاقات شبابها.
إن سكان العالم العربي هم من أكثر سكان العالم شباباً … وإن لم نحسن تأهيل شبابنا فسوف تتحول هذه الكتلة الشبابية إلى عبء على الاقتصادات، بل ومحرك للاضطرابات كما نشاهد في بعض البلدان … وعلى الأرجح بيئة خصبة لشتى صنوف التطرف الديني والسياسي.
إن النمو المنشود أداته الإنسان وغايته الإنسان، ولا يتحقق سوى بالاستثمار في الإنسان؛ تعليماً وصحة .. غذاءً وكساءً .. ثقافة ووعي .. المفتاح هنا هو التعليم الذي يعد العامل الأساسي في بناء ومراكمة رأس المال البشري .. إن العالم العربي يحتاج وقفة حقيقية مع النفس فيما يتعلق بأهمية تطوير مستويات التعليم … والأهم هو معالجة الفجوة بين التعليم وسوق العمل وضعف العلاقة بين مخرجات التعليم ومقتضيات النمو الشامل.
والثابت هنا أن الاقتصاد الجديد في العصر الرقمي يرتكز في الأساس على الابداع والابتكار كمولد للقيمة المضافة… والثابت أيضاً أن عدداً معتبراً من كبريات الشركات والمشروعات الناشئة في العالم – خاصةً في مجال تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي – جاء ثمرة لابتكار عقول شابة لم تتجاوز العقد الثالث، اتاحت لها مجتمعاتها الفرصة للنبوغ والتفوق … وقد بدأنا نشهد في السنوات الأخيرة بوادر انطلاقة مماثلة لريادة الأعمال في العالم العربي … يقودها الشباب … ويتعين أن تسارع الحكومات في تعزيز هذه الانطلاقة ومجاراتها في مجال القوانين والتشريع وبيئة الاستثمار.
وفي هذا السياق أيضاً، فإن جامعة الدول العربية تولي اهتماماً كبيراً بكافة الموضوعات المتعلقة بتهيئة بيئة الاستثمار في المنطقة العربية … حيث يجري الآن العمل على إعداد اتفاقية جديدة للاستثمار في الدول العربية من أجل استيعاب التطورات الاقتصادية على المستوى الدولي… بما في ذلك المفاهيم الحديثة، مثل مفاهيم التنمية المستدامة، واقتصاد المعرفة والاقتصاد الرقمي … كما ستعمل هذه الاتفاقية الجديدة على تشجيع الاستثمار العربي والأجنبي في المنطقة العربية، وإزالة كافة المعوقات التي تواجه المستثمرين.

السيدات والسادة،
لا تفوتني في هذا المقام الإشارة إلى نتائج القمة التنموية العربية الأخيرة المنعقدة في شهر يناير 2019 ببيروت، حيث أكد القادة العرب على ضرورة تنمية المهارات وتشجيع الإبداع والابتكار بهدف بناء الإنسان وإتاحة الفرصة للمواطن المنتج الذي يساهم في بناء وتنمية المجتمع العربي من أجل تحقيق مكاسب إنسانية واجتماعية واقتصادية … كما أكد القادة العرب على أهمية وضع رؤية عربية مشتركة في مجال الاقتصاد الرقمي إدراكاً لأهمية مواكبة التطور التكنولوجي والمعلوماتي وما أحدثه هذا التطور من تغيرات كبرى في تنظيم الاقتصاد العالمي … وقد بادر صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بإنشاء صندوق الاستثمار في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي برأس مال قدره مائتي مليون دولار.
وأخيراً، اقول أن الابداع والابتكار هما بوابة العبور الوحيدة إلي مستقبل آمن ومزدهر… ومجتمعاتنا تنطوي على امكانيات هائلة وفرص لا محدودة للنجاح والتفوق… غير أن الأمر يحتاج إلي تهيئة المناخ المناسب لإخراج تلك الطاقات… شكراً لكم.
شكــــــــــــراً،

Islam-Speech-6(2)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى