رأى

افغانستان نموذج لخيبة عملاء اميركا

استمع

بقلم: حميد حلمى زادة

اثبتت تطورات الاحداث في المنطقة لاسيما انهيار السلطة في افغانستان وتسلط طالبان مجددا على سدة الحكم صوابية الرؤية القائلة بان الاعتماد على الوعود الاميركية مآله الفشل والهزيمة والخسران.
فلقد كرست الادارة الاميركية مخطط “ايران فوبيا” في افغانستان وكان المطبلون لهذا المخطط یجهدون في محاربة انصار الجمهورية الاسلامية في هذه البلاد متعامين عما ولّده الغزو الاميركي من كوارث ومآس وصراعات مريرة خلال حقبة العشرين عاما الماضية.
وعلى الرغم من الجهود الايرانية الاخوية والايمانية كانت الدعاية الاميركية ـ الاطلسية تضرب على وتر الخوف من الجمهورية الاسلامية وتخلق الضغائن تلو الاخرى منعا من قيام طهران بواجبها الانساني لرأب الصدع واعادة المياه الى مجاريها وصولا الى التخلص من سياسات الهيمنة والاستكبار التي مزقت افغانستان واوجدت مشاكل عميقة يستحيل حلها الا في ظل الوفاق الوطني والتعاون المثمر بعيدا عن التشدد والاحتراب الداخلي.
لكن من الواضح ان الذين عوّلوا على القدرات الامريكية واسقطوا خيار الحفاظ على الوطن واستقلاله وسيادته، قد منوا بالخيبة ففقدوا دعم الولايات المتحدة وجيوشها الجبارة من جهة كما انهم واجهوا تخلي الشعب عنهم من جهة اخرى فلم يجدوا سبيلا سوى الفرار من البلاد وترك الوطن يواجه مصيره المجهول بعد سيطرة طالبان على مفاتيح كابل وقصرها الرئاسي دون قتال.
ان انهيار العاصمة والمحافظات الافغانية الاخرى بشكل مريع يعزز القناعة لدى المراقبين واصحاب العقول النيرة بان زمن الاستكبار الاميركي قد ولّى وأن الرهان على عهود الولايات المتحدة ومواثيقها ليس سوى وهم وان على الاخرين ان يأخذوا مما وقع في افغانستان درسا يدعو الى مراجعة الحسابات السابقة والتمييز بين العدو والصديق خاصة تحت وطأة الاحتلال الغربي.
من المهم بل والواجب ان يستفيد الوطنيون في افغانستان وفي غيرها من الدول السائرة في الفلك  الاميركي من تداعيات هذا الزلزال الذي مرغ انف الولايات المتحدة بالوحل وحطم اسطورتها المزيفة امام العالم للخروج بنتيجة حتمية مفادها ان المراهنة على واشنطن لن يؤدي الا الى الضياع والتشرذم والانكسار وان ما حصل في افغانستان يمكن حصوله في ايّ بلد آخر ربط مقدراته بالتعبية والعمالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى